لقد صم آذاننا من صوت تفجيرات الأسلحة ومن أخبار القتل وصراخ الأطفال التى لم تتوقف فى أرجاء الوطن شرقاً وغرباً وجنوباً.. ونال أذاه الإنسان والحيوان والنبات والأرض والحجر.!؟.
أستنجدنا بالعقلاء والحكماء والخبراء من كل صوب وحدب لوقف القتال وفناء العباد ودمار البلاد ولا شيئ من الإستجابة، ولا علامات إنفراج سلمى تلوح فى الأفق.! ما برح الوضع فى الوطن يزداد سوء وخطورة.!! لقد أسمعت لو ناديت حياً فلا حياة لمن تنادى..!؟
أكثرنا من القول والنداء فى كل محفل ومجمع هل من مجير.! والإستغاثة بكل شريف ووضيع لنجدتنا فلا منجد.! وقدمنا ما قدمنا رجالاً ونساء وأطفالاً من الرثاء والبكاء والدموع تنهمرعلى الخدود حتى الإغماء. وأصابنا الوهن وضعف الطالب منا والمطلوب، وقَلَّتْ حيلتنا.. وأضنانا الخجل والسأم.. هل من مدرك..!!؟
وتهنا فى أتون فتنة الفوضى الدموية ثلاث سنوات عجاف بين أكوام جثث القتلى، وركام الهدم والدمار والهجر فى البراري وأوطان الغربة هرباً من الموت وخوفاً على الأعراض من اللئام.. وأغرقنا سيل دماء الأبرياء وغيرهم من أبناء الوطن المكلوم.. هل هناك من يشاركنا الألم والحرمان والضياع..!؟
أين أنت الآن يا وطن..!؟.. يا وطن.. يا أعز الأوطان فى الكون.. يا رمز الإباء والشموخ لكل أبنائك (البار والعاق)...!!
يا وطن.. يا ماضينا، وحاضرنا، ومستقبلنا، وأملنا وحلمنا، وفرحتنا وألمنا، وَسعادتنا وشقاءنا..!!
نحمد الله بك.. فى السراء والضراء..!!
نسألك.. كيف أصبحت وأصبح أبناؤك!؟
أخبرنا كيف صار حالك وأحوالك..!؟
وقد باعك بعض من يدعى أنه من أبنائك (الإبن البار لا يبيع وطنه) بثمن بخس دراهم معدودة، وكانوا من الخائنين الخاسرين ديناً ودنيا، وهم كانوا أشد عداوة من الأعداء عليك وعلى أبنائك.. بئس المصير مصيرهم عليهم لعنة الله والناس والتاريخ فى حياتهم وبعد مماتهم إلى يوم يبعثون.. يوم لا تنفع نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله..!!؟
هل أدرك البقية من أبنائك اليوم الأهداف الحقيقية للعبة الموت التى يلعبونها والمصير الذي ينتظرهم إن استمروا فيها!؟ هل استوعبوا درسها وأمسكوا بخيوط اللعبة وبإدارة بوصلة العمليات للسيطرة عليها وتوجيهها لخدمة أهداف المصلحة العليا للوطن!؟ هل عادوا إلى رشدهم ورق قلوبهم عليك ورجعوا إلى حضنك ولبوا نداءك..!؟ أم ما يزالون فى جهلهم وعنادهم وغيهم وطغيانهم يعمهون..!؟.
نرجو الله أن يلهمهم الصواب ويجمعهم على كلمة سواء فى حب الوطن، ويهديهم إلى وحدة الصف وجمع الشمل وحقن الدماء ولملمت الجراح من أجلك يا وطن ياعزنا وكرامتنا وحياتنا ووجودنا فى الماضى والحاضر والمستقبل!!
أ جمعة أحمد مالى (أرشيف الكاتب)
لا تعليقات على هذا الموضوع