نحن فى الوطن (ليبيا).. فى غربة عن الوطن (الوطنية) فما أشد حاجتنا اليوم أن نبحث عن الوطن وعن أنفسنا. وقد أمسى وطال ليلنا.. وأضحى وطال نهارنا فى غيبتنا عن الوطن..!؟ كل منا صار يغنى على ليلاه... وبعضنا يغنى بإسم ليلى ولا ليلى له.. كالحادى وليس له بعير فى العير..!؟. ووقف حمار شيخنا فى العقبة!؟ وظلت الهواجس تنهشنا فى غربتنا، وتغرينا بواطن النزوات والرغبات.. وتأسرنا الغرائز، وتدفعنا إغراءات ونزغات الشيطان إلى القيام بأعمال وأفعال تنسب للشيطان وعبادته!!؟؟.
نرى الكل يجرى لتكوين عصبة وقوة، ويلهث لجمع ثروة.. ويبحث عن المغانم ويسأل عن المذاهب إليها..!؟.
المغانم كثيرة.. والباحثون عنها أكثر.. والسبيل إليها متاهة لا ينجوا منها أحد.. تاه فيها كل من قصدها ودخلها وسعى فى دهاليزها بدون دليل وخارطة، وسابق علم وخبرة بها سوى الأنانية والطمع والجشع!!؟.
وبقيت ليلى الحليلة الحرة المسكينة المكلومة فى الإنتظار.!! تنتظر عودة قيسها غانماً، ولكن طال الإنتظار ولم يعد قيس إلى مربعه..!؟.
وصبرت ليلى طويلاً حتى عيل صبرها، ولصبر ليلى وطاقتها حدود، وقد أصابها الملل والضجر وسكنها اليأس من الإنتظار وترقب الفرج المرتقب، وقد نال منها الصبر وظهرعليها الشحوب والعياء، وظلت تردد بحسرة ولوعة وحشرجة أغنية أم كلثوم (للصبر حدود.. ماتصبرنيش ماخلاص أنا فاض بيا ومليت.. إنما للصبر حدود)!!.. وأصبح اليوم الحال من المحال.. لا غانم ولا مغانم (لا نحن ولا وطن) جنت على أهلها براقش)!!
إياكم أن تلقوا باللوم على الدهر كعادتكم وتصبوا عليه جام غضبكم ولعنتكم. وتنسبوا إليه أفعالكم، وتمضوا فى سبه وشتمه كل الدهر.!؟ فإن الدهر مما أصبتموه بأعمالكم وجنيتموه على أنفسكم بريئ، وسيبقى الدهر على براءته إلى يوم البعث والنشور..! وأنتم الجاهلون الفاعلون كل شيئ بأنفسكم وبالوطن.. والنادمون على أعمالكم فذوقوا ما صنعت أيديكم فإن ندمكم لا يسمن ولا يغنى عنكم شيئاً..!؟.
واعلموا إن الله الذى لا يموت ولا يحيى خلق الدهر وهو باقى.. وأنتم الذاهبون عاجلاً أم آجلاً إلى الفناء كما بدأتم تعودون.. أليس الله بكاف عبده؟...
وهوالقائل عز وجل فى قوله تعالى: (كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين) وقوله فى آية أخرى من القرآن: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون). صدق الله العظيم..!!
أ جمعة أحمد مالى (أرشيف الكاتب)