لماذا يجب إلغاء الاشارات الضوئية والأرصفة والطرق المزدوجة وأشياء أخرى كثيرة؟!
ثمة أشياء كثيرة نصرف عليها كمجتمع أو كمواطنين فرادى الكثير من الأموال، فقط لأن العالم الآخر يستعملها ـ من أجل سعادة وراحة وأمن الناس فيه ـ، بينما نحن نصرف عليها الكثير شراءا وتثبيتا وصيانة، وقد نستعملها وقد لا نستعملها، ولكننا دائما في لحظة نضرب بها عرض الحائط ونخربها وندمّرها تدميرا، اذا ما وقفت حائلا دون رغباتنا الشخصية جداً.
والسؤال هو: اذا كنا لا نستعمل هذه الأشياء التي صرفنا عليها الكثير من الأموال، فلماذا لا نوفر هذه الأموال من البداية ونوفر الوقت الذي نقضيه في انشاءها ونوفر جهد الناس الذين يثبتونها ويصونونها ويحرسونها ويقومون على تنظيمها وفرض تطبيقها. لماذا لا نوفر هذه الأموال ونتوقف عن شراء وانشاء وتثبيت كل شيء يثبت عدم استعمالنا له، أو نستعمله حسب المزاج حتى إذا ما ثبت أنه يقف حائلا دون رغباتنا الشخصيه نقوم في لحظة بتخريبه وتدميره شرّ تدمير.
ولعل بعض الأمثلة توضّح ما أقصده بالضبط...
ولنحسب معا بالتقريب كم من مليارات الدينارات يمكن لنا أن نوفّر اذا ما استطعنا أن نتوقف عن استعمال أي شي نصرف الكثير من الأموال للحصول عليه أو انشاءه، ونحن في الواقع لا نستعمله أبدا... أنا لا أقول أننا لا نحتاج إليه.
نبدأ مثلا بالرصيف، كم من الأموال تصرف على انشاء الارصفة ووضع بلاط جميل عليها وتزويقها وتجميلها، والآن لا تستعمل هذه الارصفة للغرض الذي انشئت من أجله، وهو أن يسير عليها المواطن آمنا ويتنقل من محل لآخر أو من بيت لآخر، أو توضع عليه كراسي مقاهي لجلوس الناس لتبادل الحديث والاستمتاع بجلسة في الهواء الطلق. الارصفة الآن تستعمل لسير السيارات حتى الشاحنات منها، ولا يتردد السائقون أبدا في استعمال الارصفة كطريق لسياراتهم أو في أحسن الأحوال لتوقيف سياراتهم، كذلك تستعمل الارصفة لعرض المبيعات وجلوس البائعين فيها وانشاء العشوائيات عليها.
الحل: بدل بناء ارصفة لا تستعمل لغرض انشاءها، يلغى انشاء الارصفة تماما، ننشيء طرق فقط، طرق اسفلت من الحائط الى الحائط، كل الشارع طريق، ولنحسب معاً كم من ملايين الدينارات نوفر لو ألغينا انشاء الارصفة تماما، حتى بالتقريب، وأضيفوا الرقم الى ما نستطيع توفيره من الغاء أشياء أخرى في الفقرات التالية.
كذلك نلغي الطرق المزدوجة، لأن السائقين يقومون بالعبور بسياراتهم من هذا الاتجاه الى الاتجاه الآخر بالصعود على الحواجز التي تقسم الطرق الى اتجاهين ـ وفي احيان كثيرة يقومون بتحطيم هذه الحواجز أو عمل مخارج وحيل اسمنتية تمكنهم من العبور بسياراتهم من جانب الى آخر رغم الحواجز. نعم نلغي الطرق المزدوجة لأنها ليست لنا ومصمموها لا يعرفون كيف نفكر وكيف نحتال لنغير اتجاه سياراتنا في أي مكان وفي أي وقت. ولنحسب معاً كم من ملايين الدينارات نوفر لو ألغينا انشاء الفواصل في الطرق المزدوجة، وأضيفوا الرقم الى ما نستطيع أن نوفره لو ألغينا الارصفة تماما، وأضيفوا الرقم الى ما نستطيع توفيره من الغاء أشياء أخرى في الفقرات التالية.
الاشارات الضوئية، كم من الملايين نصرف على الاشارات الضوئية والأعمدة والأسلاك والاجهزة الالكترونية والمصابيح والزجاج الملون وأدوات الصيانة ومرتبات المهندسين والشرطة القائمين على التشغيل والصيانة وغرف التحكم اللازمة لتشغيل هذه الاشارات وأجهزة العرض والكاميرات. ملايين الدينارات تصرف على الاشارات الضوئية وملحقاتها، رغم أن معظم الناس لا يستعملونها ـ اذا لم نقل كل الناس ـ. اذن نوفر على انفسنا ملايين الدينارات ونلغي كل الاشارات الضوئية وملحقاتها.
احسبوا معي، حتى بالتقريب، وأضيفوا ملايين الدينارات التي وفرناها بالغاء الاشارات الضوئية، الى ما وفرناه من ملايين الدينارات بالغائنا للارصفة، الى ما وفرناه بالغائنا للطرق المزدوجة، وأضيفوا الرقم الى ما نستطيع توفيره من ملايين الدينارات بالغائنا أشياء أخرى في الفقرات التالية.
توجد ملايين السيارات في ليبيا، وبكل منها حزام أمان، هذا الحزام يكلف دينارات كثيرة ويرتفع ثمن السيارة التي بها حزام أمان عن تلك التي لا يوجد بها، ونحن لا نستعمل حزام الأمان في السيارات أبدا، لذلك نستورد سيارات ليس بها حزام أمان ونوفر ملايين الدينارات. احسبوا معي، حتى بالتقريب، وأضيفوا ملايين الدينارات التي وفرناها بالاستغناء عن أحزمة الأمان، الى تلك الملايين التي وفرناها بالغاء الاشارات الضوئية، الى ما وفرناه من ملايين الدينارات بالغائنا للارصفة، الى ما وفرناه بالغائنا للطرق المزدوجة، الى ما نستطيع توفيره من ملايين الدينارات بالغائنا أشياء أخرى في الفقرات التالية.
ملايين السيارات في ليبيا يوجد بها طبعا عدة مصابيح أمامية عادية للاسنعمال اليومي ـ وهذا ما نستعمله نحن الليبيين ـ بل أن بعضنا لا يستعمل أي مصابيح على الاطلاق ـ، وتوجد بالسيارات مصابيح أمامية كشافة قوية ـ لا نستعملها ـ، ومصابيح جانبية برتفالية للاستعمال عندما تتجه السيارة الى اليمين أو الى اليسار ـ وهذه لا نستعملها نحن الليبيون ـ، ومصابيح خلفية تضيء عندما نسير بالسيارة الى الخلف، وهي زائدة ولا ننتبه اليها أبدا. اذن نستورد سيارات بالمصابيح الأمامية فقط، والتي نستعملها، ونوفر الكثير من الأموال بشراء سيارات ليس بها مصابيح زائدة كالمصابيح الكشافة والمصابيح الجانبية التي يستعملها الناس في العالم الآخر عندما يتجهون يمينا أو يسارا لمساعدة سائقي السيارات أمامهم وخلفهم في معرفة الى أين يتجهون.
الآن احسبوا معي، حتى بالتقريب، وأضيفوا ملايين الدينارات التي وفرناها بالاستغناء عن المصابيح الزائدة في سياراتنا الى ما وفرناه بالغائنا لأحزمة الأمان، الى تلك الملايين التي وفرناها بالغاء الاشارات الضوئية، الى ما وفرناه من ملايين الدينارات بالغائنا للارصفة، الى ما وفرناه من ملايين الدينارات بالغائنا للطرق المزدوجة، الى ما نستطيع توفيره من ملايين الدينارات بالغائنا أشياء أخرى في الفقرات التالية.
الأبواب والبوابات الزائدة. في كل مؤسسة أو مبنى كبير كالمستشفيات والمدارس والجامعات والأسواق توجد عدة أبواب كبيرة صمم بعضها للدخول وبعضها للخروج وبعضها لأغراض أخرى، وهي أبواب صرف على شراءها وتثبيتها الملايين، ثم يتم غلق كل الأبواب ما عدا باب واحد يتم استعماله لجميع الأغراض. فلماذا اذن لا نصمم المباني جميعا كبيرة أو صغيرة بباب واحد فقط للدخول والخروج والطواريء، ونوفر ملايين الدينارات.
الآن أضيفوا ملايين الدينارات التي وفرناها بالاستغناء عن الأبواب الزائدة الى الملايين التي وفرناها بالغائنا للمصابيح الزائدة في سياراتنا الى ما وفرناه بالغائنا لأحزمة الأمان، الى تلك الملايين التي وفرناها بالغاء الاشارات الضوئية، الى ما وفرناه من ملايين الدينارات بالغائنا للارصفة، الى ما وفرناه من ملايين الدينارات بالغائنا للطرق المزدوجة، الى ما نستطيع توفيره من ملايين الدينارات بالغائنا أشياء أخرى في الفقرات التالية.
البلكونيات والنوافذ الخارجية الزائدة. في كل مبنى تقريبا يوجد بلكوني ونوافذ خارجية كثيرة ـ مغلقة دائما ـ، فمتى رأى أحدكم ليبي يستعمل البلكوني ـ اذا ما استثنينا نشر الغسيل ـ أو يفتح النوافذ الخارجية ـ المغلقة دائما ـ. ملايين الملايين تصرف على اضافة البلكونيات والنوافذ الخارجية لتصميم المبانى، ويمكننا توفير الملايين من الدينارات اذا ما الغينا البلكونيات والنوافذ الخارجية المغلقة دائما.
كذلك زجاج نوافذ المطابخ والحمامات المطلة على الشارع أو المطلة على المناور يتم عادة طلائها باللون الأسود لأسباب اجتماعية معروفة. فلماذا اذن لا يلغى زجاج هذه النوافذ تماما، ويتم توفير الملايين من الدينارات. أو تلغى النوافذ بالكامل، لأنها لا تفتح أبداً، ويتم توفير ملايين أكثر من الدينارات, أضيفوا ملايين الدينارات التي وفرناها بالاستغناء عن البلكونيات والنوافذ الخارجية المغلقة دائما، الى ما وفرناه من ملايين الدينارات بالغائنا للأبواب الزائدة، الى الملايين التي وفرناها بالغائنا للمصابيح الزائدة في سياراتنا الى ما وفرناه بالغائنا لأحزمة الأمان، الى تلك الملايين التي وفرناها بالغاء الاشارات الضوئية، الى ما وفرناه من ملايين الدينارات بالغائنا للارصفة، الى ما وفرناه من ملايين الدينارات بالغائنا للطرق المزدوجة، الى ما نستطيع توفيره من ملايين الدينارات بالغائنا أشياء أخرى كثيرة يمكنكم التفكير فيها واقتراح الغائها اذا كنا ننشئها لمجرد أن العالم الآخر ينشئها ويستعملها للأغراض التي أنشئت من أجلها، بينما نحن نصرف عليها الملايين ولا نستعملها أبدا.