يقبل طالب الطب في ليبيا بناء على مستوى نجاحه ودرجاته في الثانوية العامه. الإعتقاد السائد ان ناجح الشهاده الثانوية بالقسم العلمي والحاصل على درجات عاليه هو الطالب المناسب ليتخرج من كلية الطب ويكون طبيبا ناجحا في احد المجا لات الطبيه.
بالأكيد كانت ألطريقه المثلى وربما ساعدت في اختيار كثير من الأطباء الناجحين. ولكن الوقت تطور وكثير من المعلومات الجديده وطرق التقييم دخلت على السوق الطبي تستدعي إلقاء نظره فاحصه لاختيار اطباء المستقبل لخدمة المجتمع الليبي وبناء على ثقافة المجتمع الليبي.
لوحظ نقص شديد في تعليم مبادئ واخلاق المهن الطبيه ونتج عنه بعض التصرفات التي لا تعكس سلوك الطبيب الليبي الحريص على خدمة مرضاه. التصرفات التي تحدث مع تدني الخدمات الصحيه وظروف الحرب وقضت على عنصر الثقه بين الطبيب والخدمات الطبيه وبين المريض الليبي.
أعتقد والله اعلم ان الوقت حان ليعاد النظر في عملية قبول الطلبة في كليات الطب. الطبيب الان وفي المستقبل يجب ان يكون ملم ببعض من علم النفس وعلم الاجتماع وان تكون لديه القدره على التحاور مع الآخرين والمراسلة. يجب ان تكون له القدرة على تقبل الرأي الأخر وان يفهم ان المريض من الممكن ان يكون قد اطلع على مرضه وقرأ عنه الكثير قبل زيارة الأخصائي.
نحتاج الى الطبيب الشامل. ربما بمعنى أصح نحتاج الى الحكيم. يعنى ان يكون طبيبا ملما بالعلوم الطبيه وأنسانا حكيما قاد ًرا على أن يتفاعل مع المريض ومشاكله العامه من نفسيه واجتماعية وطبيه.
مثلا لو أُدخلت سنه دراسيه بدل إعدادي الطب تدرس فيها مقتطفات من هذه العلوم وبدون التأكيد على دخول كلية الطب. من ينجح في هذه السنه يجب ان يجتاز امتحان تحريري مع مقابله شخصيه لدخول كلية الطب. ومن لم ينجح في الامتحان أو المقابله يتابع دراسته الجامعيه في مجال آخر. هذا يتطلب تغييرات جذريه في طريقة اختيار الطلبة لدراسة الطب وتدريب اللجان المتخصصة في اختيار الطلبة. ويتطلب تغيرات في مناهج كليات الطب وتحديد احتياج الوطن من الأطباء ومن التخصصات المختلفة. وعلى ضوئه يحدد احتياج الوطن من عدد الكليات الطبيه وتوزيعها بعيدا عن عنتريات الماضي وبناء كليه في كل شعبيه.
من الممكن الاستفاده من بعض الدول الاخرى في عملية الاختيار والتحري في اختيار اللجان وطريقه ا لمقابله الشخصيه. ربما تطبيق الفكره في أحدى الكليات ودراستها. الملخص نحتاج الى المهني الذي يتفهم المجتمع الليبي ومريضه ويستطيع ممارسة المهنه بإخلاص والمنافسة مع عالمية المهنه. وفقكم ا لله.
المهدي الخماس
...