لدينا تاريخ عريق. ومرت بِنَا إمبراطوريات عظيمه. يناقش تاريخنا في المرابيع ويدرس في المدارس وتكتب عليه رسائل الماجستير والدكتوراه. ولو اخذنا موضوع الأخلاق من ناحيه تاريخيه ودينيه لوجدنا انفسنا نفخر بقصص تاريخيه كثيره على مستوى القريه وعلى مستوى المدينة والقطر. وقصص أخرى على مستوى الخلافه وغيرها. طبعا هذا من المقومات الرئيسيه لديننا.
كتبنا (اقصد الكتاب وليس أنا) كثيرا وناقشنا كثيرا عن الأخلاق. محور حياة الرسول الأمين قبل الرساله وبعدها حتى مماته صلى الله عليه وسلم. وعلينا التذكير بذلك في تذكار مولده (ص). ولكن عندما تنظر الى حالنا اليوم نستنتج ان قرأتنا التاريخيه كانت وكأنها تدون أخلاق شعوبا أخرى. شعوبا قد اندثرت قبل ان تمر بأرضنا. وربما نستنتج ان الشعب الليبي لم يكن موجودا اثناء توزيع الأخلاق على البشرية او انه أضاعها في إحدى الغزوات ولم يتبقى من نصيبه الا كميه قليله لاتكفي. ومع ذلك كتبنا (اقصد الكتاب وليس أنا) كثيرا وناقشنا كثيرا عن الأخلاق. محور حياة الرسول الأمين قبل الرساله وبعدها حتى مماته صلى الله عليه وسلم. وعلينا التذكير بذلك في تذكار مولده (ص).
في القرون الحديثه (موش سنوات او عقود) ليس لدينا مكان على خريطة التفوق العلمي، الطب، الهندسة، الكيمياء، التعليم، السياسه، الحرب......الخ. والواضح لي (يحتمل ان أكون على خطأ) انه ليس لدينا مكان على خريطه الأخلاق ايضا. بالرغم من كثره الكلام والنقاش في هذا الموضوع اليتيم والذي لايحتاج الي خبير صواريخ او خزائن قارون... لم نتمكن من الحصول على موضع قدم مع باقي العالم والانسانيه.
وصفته باليتيم لأَنِّي لاأرى على الأفق القريب إمكانية تفوقنا في اي مجال آخر. عندما تعطى لنا الفرصة في الدول العلمانيه نبدع ونأخذ مكاننا وعندما نرجع الى بلداننا ننطفئ قبل حلول الحول على الرجوع.
عندما نعمل في الدول العلمانيه نتوخى الحلال في مالنا وندفع الضرائب على آخر مليم وعندما نرجع الى بلداننا نزور دفتر الحضور والغياب وقسيمة الضرائب ونسجل جدنا المتوفي من عشرات السنوات حتى يتحصل على مرتب... عندما نعمل في الدول العلمانيه نحترم الجار ونعلمه ان الدين الاسلامي يوصي على سابع جار. ونتقبل زملاؤنا في العمل بأرأهم المختلفة سواء اكانت لها علاقه بالعمل او النقاش السياسي. ولكن بعد ثورة 17 فبراير وفي ليبيا وبأخلاق القبليه والعصبيه وروح الثأر والعواطف سرقنا البيوت وهدمنا آبار الشرب وقتلنا الشباب لاختلاف الرأي وعلى الهويه. أصبحنا نؤمن بان مانقول صحيح ولايقبل النقاش ومايقول غيرنا فهو عبث ولايقبل النقاش. يعني حوار طرشان.
لا أعتقد ان نظرية المؤامره تنفع في هذا الموضوع. ولاأعتقد ان خطب الجمعه والدعاء سينفع الا اذا كان الامام صادقا في تصرفاته ونحن صادقين في مانقول.
لا مفر من التفكير في الأخلاق بصوره عمليه حتى نرجع الى التفكير العقلاني السليم والذي يدلنا على طريق بناء البلاد ويبعدنا عن طريق ظلم وقتل العباد. وبالمناسبة من قال لي ان ديننا لايخضع للعقل ويخضع للنقل انا استجديه ان ينقل لنا اخلاق الرسول ويتحلى بها في حياته اليوميه وعلاقته مع بني الانسان.
طالما اننا مازلنا في أسبوع الاحتفال بميلاد سيد الخلق نبينا محمد (ص) ربما من مراسم الاحتفال نحاول مراجعة تصرفاتنا ونستنبط الدروس من اخلاقه وسيرته. يعني ننظر ونتعلم مما حصل في تاورغاء وبنغازي وألقبه وسرت وسبهه وككله وورشفانه وعدة مدن وقرى ليبيه أخرى و42 سنه الماضيه.
اخوتي واخواتي... الامر بايدينا وماأعطانا الله من عقل نميز به الخبيث من الطيب ونميز به المال العام من الخاص. عقل نعرف به السياره الحلال من السياره الممشطه. عقل نعرف به القتل بسرعه حتى لاتفوتك صلاة الجماعه امر غير طبيعي وان من قتل نفس بغير حق كمن قتل الناس جميعا.
اللهم ماارنا طريق الحق واهدنا الى إتباعه وابعد عنا الطريق اللي تزلق وماوراها من فتنه وأعمال شيطانيه وتخريبية. ودمتم بخير....