خاطرة الجمعه: الليبي وتحرير نفسه

كُتِبَ الكثير عن النظره الدونيه للمرأه في مجتمعنا.  أبدع الجميع في توجيه الإنتباه الى المرأه ومشاكلها في مجتمعنا. نعم النظره الدونيه للمرأه موجوده ونمارسها ألاَّ شعوريا في حياتنا اليوميه وتشاركنا المرأه نفسها. أسباب هذه النظره كثيره! خارجيه، موروثه أو مكتسبه، أو نتيجه عدم الفهم. لكنني أرى أن جزء كبير يقع على المرأه التي تمكنت من كسر الحواجز والتعليم والوصول الى أماكن القياده. عليها أن تقف وبكل ثبات وأدب وحسم أمام النظره الدونيه. اذا قبل الطرف الأخر فبها واذا لم يقبل بسلامته.  ولكن أن تنجر وراء العاطفه والفساد الاداري وترمي بثقلها على الرجل لهو من أسباب بقاء النظره الدونيه البايخه والتي لن تساعدنا في احراز اي إنتصار على التخلف. 

جزء مما ماينطبق على المرأه في مجتمعنا ينطبق على الرجل. الرجل عندنا له موروثات تجعله ينظر نظره دونيه لنفسه وللمجتمع. ينظر الى شيخ القبيله ومدير الاداره والوزير ووووووو....الخ  نظرة الاحتياج ان يكون تابعا لأحدهم.   يتبعه ويطبل له ويمهد له الطريق ويعبده في نهاية المطاف على أنه المنقذ والصقر والقائد له ولغيره. وهات يازمزكه وياشحاحه وياصوره بحجم عماره وياشعر شعبي وياأغاني لن تدره كبدك.  يعني بالمختصر المفيد في مجتمعنا أرى ان المرأه والرجل يحتاجان الى تحرير من النظره الدونيه. عندها يتم الشعور بأن كل منهما مخلوق  ذو كيان وإراده مستقله. عندها يتوقف الفرد عن النفاق ويتوقف المسؤول عن مهنة العهر السياسي. التحرير يأتي من الداخل ويبدأ من الأسره ومعاملاتك لأفراد أسرتك ونفسك.  

أقرأ هذه الأيام لأصوات كثيره وشبابية ومعاهم شهادات تعليم عاليه ملت من الفوضى وتأخر المصالح وتطالب علنا بالعبودية ويتحسرون على الأيام السمحه لما كان النظام موفر لهم الأمان. أيام مسلسل "الرجل والحافله"، والمسلسل الرمضاني "الشباب الليبي والحبل حول الرقبه"، وأيام  مسلسل "ميت في ابوسليم وحصتك من الاكل والدخان اتجيك كل شهر"، ومسلسل "البيت لساكنه"، ومسلسل "أطفال بنغازي وحقن الأيدز"، ومسلسل حجاج بيت المقدس، ومسلسل "تصفية الروح البشريه في سبيل ثورة الفاتح الليبيه"، ومسلسل "وقفتنا موش زي وقفتهم وحجنا مختلف"  ومسلسل "٧ ابريل"، والمقولات الخالده مثل "اللي مايبييش بوي يشرب من ماء البحر"،  "وانسوا اولادكم اللي في الحبس اعتبروهم جاهم مرض السيدا (الأيدز)". أيام تشريك الميزانية في وجه مؤتمر الشعب العام وأيام المدارس والمستوصفات الوهميه وكلية طب في كل زنقه.  أيام ٢١٨٠٠٠ شاب عاطلين عن العمل والعماله الاجنبيه داخل ليبيا بالملايين. أيام اللي الطبيب الليبي يشرف على تحاليل داعرات باب العزيزيه ليتأكد من خلوهم من الأمراض المعديه.

ولكن لو البلاد كانت بخير مافكر شباب ليبيا انهم يطلعوا على النظام السابق. باختصار الأمر شقين:

1. بلاد غنيه وشعب فقير ومساحه متملحه ٤٢ عام وهي ايهزوا فيها كل يوم زي شكارة الفئران. ٤٢ عام ماسمعوش مره واحده من رئيسهم مباركه برمضان أو معايده في عيد. بلاد فيها العلفه والبنزينه رخيصه واهلها عايشين على المسكنات السياسيه والحياه الدونيه. أهو بتصَّلح في خطاب الفاتح ومايصير شي. لا لا اجل اعلان الانفتاح  للاحتفال بسلطة الشعب في مارس.... ومايصير شئ  وهكذا. الجميع ينتظر حل. والبلاد على كف عفريت عدة سنوات والناس فرحانين حتى بالتوريث والجميع فقد الأمل ويدعي في سره. وبقدرة قادر صارت ثوره. 

2. طاحت الثوره في يد خانب من نفس الشله (اكثر من واحد). لَبْس شنه حمرا،  صبغ جبهته، ونادى الأجنبي وحلل الزواج باربعة ورشى الشباب الليبي، والميتين والرُضَّع سجلوا في قائمة الثوار. كلينا خازوق وتحولت البلاد الى خمس سنوات من النهب المستعجل والاغتصاب وأصبحت بلد فقير وشعب فقير وقطط سمان. 

ياناس ياهوه. الجميع متفقين ان الخمس سنين الأخيره نهار مقربع طوله اكثر من ١٨٨٢ يوم عادي. وان الحلم اصبح كابوس وان المجرم اصبح ثائر والخنابه أصبحوا نخبه (نكبه) سياسية، والثائر مهجر. والمواطن العادي غالب في ماكلته وشرابه، وعدد المظلومين استبدل بإعداد رهيبه منهم. وان....الخ. ومتفقين أن كثير من معارضة الخارج كان همهم الحصول على نصيبهم من الكعكه وهوايتهم الدعاره السياسيه وزيادة الارصده البنكيه. 

لأحد يستطيع ان يحي الموتى ويرجع بِنَا الى ٢٠١١ وإلا كلنا قد نرضى. إذن الحل ليس مزيد من الدعاره وليس البحث عن معبود.  الحل اخي وأختي الليبيه ان تتحرر من النظره الدونيه لنفسك وان ترفض الفكره الشيطانيه انه لاحل إلا بوجود جلاد يحكمكم بالسيف وصقر يمرطزكم كل يوم.

أنا بلَّغْتك وأنت حر قول مابهاك ياراجل أمي الاول وابحث على الوريث الشرعي وماترقدش من الحسره والشيطان معشعش في رأسك تبي تقتل نص ليبيا وتتعارك مع أي واحد، أو قول المهم الطاغيه مات والشيطان معشعش في رأسك وتبي تقتل النص الاخر وتتعارك مع أي واحد، أو خذ بالاسباب وبزمام الأمور وتنهض رأسك فوق. تتقبل الليبي الآخر كليبي وتتقاسم انت وإياه العيش والأرض والإدارة مثلما تتقاسموا الأكسجين مع قانون يحدد الحقوق والواجبات والترغيب والترهيب والعقوبات. واللي مداير حاجه يتحمل مسؤليتها. 

تُكَوِّنُوا بلاد. نظام حكمها  فدرالي، أو كونفيدرالي،  أو ملكي، أو برلماني موش مهم الآن. لأن التغيير التدريجي بالأكيد قادم مع نضوج الوعي السياسي ونضوج أجيال جديده ربما تفكيرهم يختلف عليكم. المهم تُكَوِّنُوا بلاد يحكمها القانون وعندكم رغبه تتبعوه موش تحلفوا بالطلاق على قصاع الرز ولحم المفاصل وتنتقوا منه اللي يعجبكم. المهم ماتكونوش طراطير في يد الإعلام ويد الاجندات الشخصيه والوعود الفارغه والشعارات الجوفاء. واللي موش عاجبه، الانتخابات تخليه يختار اللي يعجبه ومره ليه ومره عليه. 

ودمتم بخير

المهدي الخماس
٢٢ ابريل ٢٠١٦