في مكانٍ ما بالأعالي حين انتهت الحياة بالعالم الأرضي، حلّت ساعة الحساب، ارتفع الميزان، مُد الصراط، وخرجت الخلائق من الأجداث، يعلو وجوههم غبار ما، يتحركون مذعورين بلا هدفٍ في كل مكان، فجاء الهاتف من بعيد، رخيم صاعق ومخيف:
ـ يا عباد الله، اليوم ستوفى لكم أجوركم، إن للعصاة مكانهم، وللطائعين مكانهم، وللأطفال مكانهم، وللشهداء مكانهم، فنظموا أنفسكم يرحكم الله، ولا تضطرونا لاستعمال العنف.
كانت ارتجاعات الصور الدنيوية تتشكل في الأدمغة المذعورة ككابوس مشوش، وشريط الذكريات يُستعاد ثم يُمحى في دوران لا يتوقف، وسرعان ما ابتدأ الهبوط المزدحم للقطعان البشرية، ومن وسط الحشود انبجس طابور الشهداء الليبيين، كلاً يجر ورائه سبعين نفراً من أهله، ليشفع لهم عند الله فيدخلون الجنة بمعيته، وكم كان يعلو وجوههم الحبور والنشوة، حتى أن بعض العجائز أطلقن الزغاريد:
ـ الحمد لله إللي طلعنا نعرفوا واحد شهيد، ما صارش منها قولت النساء غالب أهل النار.
ـ ما قلتي إلا الصادقة يا حنة، شوفي هالعرم كله صبايا
ـ ليبيا ما كانش فيها رجالة هلبه.
وسرعان ما غص بهم المكان وضايق بعضهم بعضاً، فشم رجلٌ مخضبٌ بدمائه، بسبب رصاصة أصابته من الدواعش في محور الليثي، رائحةً تشبه الجوارب العفنة، فتأفف من الشاب الصغير بجواره قائلاً:
ـ انتا شهيد يا فرخ؟
ـ احترم نفسك يا عمي الشهيد أني موش فرخ.
ـ شن اللي جابك هنا انتا؟
ـ أني نبدا ولد خالة بنت عم الحاجة غرسة، الشهيدة اللي قتلوها فجر ليبيا في الزهراء.
ـ كيف قتلوها؟
ـ طاح عليها السور من القذايف أهياه إللي لوحوها المجرمين متوعين مصراتة، يا ناري قالوا تفترشت بُكُل ما قعد فيها ما يلموا.
ـ تي إمشي وانتا ما ناقصتك إلا لوبانة وتقعد ابنية.
ـ ابنية شني يا شلافطي انتا، خزي حتى في الجنة التلقيح متاعكم؟ إمشي يا شرقاوي ما هو البلِي إللي صار لطرابلس كُله من تحت روسكم.
سرعان ما جرفت تيارات هادرة الشهداء الليبيين وذويهم الذين بلغوا ستة ملايين، ليقفوا جميعاً على صعيدٍ واحد، كانوا يرتّلون السور القرآنية ويقرأون أدعيةً مقدسة، والرجال يحلمون بملاقاة الحوريات، حين لمح أحد الشهداء الجموع الهائلة، فقال مصدوماً لشهيد آخر قضى معه ذبحاً، على يدي داعش لاتهامهما بتهريب أهلهم من سرت:
ـ معقولة هكي؟
ـ معقولة شني؟
ـ هدوم كلهم بيخشوا الجنة قصدك؟
ـ رحمة الله واسعة يا راجل، خيرك.
ـ تي هدوم كانوا يخنبوا في الضي وخطوط التليفون، وعمرهم ما احترموا قانون المرور والبيئة، ما عمرهم خلصوا حق لميّه، ولا كانوا يدفعوا في ديونهم، كانوا ياخدوا في رواتب على ثلاث اخدم وهم ما يمشوش لأي وحدة، كانوا يسبوا في الدين ويقذفوا المحصنات لربعة وعشرين ساعة وما يصلوش إلا نهار الجمعة.
ـ انتا ناسي الشهداء في ليبيا كم واحد توا؟
ـ كم؟
ـ شد عندك، الإخوان عندهم شهداء، والمقاتلة عندهم شهداء، وأنصار الشريعة عندهم شهداء، وداعش عندهم شهداء، وحفتر عنده شهداء، والجضران عنده شهداء، وكتايب القذافي عندهم شهداء، وفجر ليبيا عندهم شهداء، والثوار الحقيقيين عندهم شهداء، والمدنيين العزل عندهم شهداء، وشباب المظاهرات متاعين الكيش والمحكمة عندهم شهداء، حتى الغافلين إللي طاحت على احياشهم قذايف من هني وإلاّ من هني عندهم شهداء، وكاره عنده شهداء، والسحاتي عنده شهداء، والتاجوري عنده شهداء، والحبلوص عندهم شهداء، وبوسليم عندهم شهداء، وكتيبة شهداء الزاوية عندهم شهداء، والفيدراليين عندهم شهداء، والإنفصاليين عندهم شهداء، وما تنساش المرضى والعزايز والشيابين، والصغار اللي ماتوا بسبب نقص الأدوية، وانهيار الخدمات الصحية عندهم شهداء، وشهداء غرغور وزليطن والزهراء وزوارة ودرنة وطبرق وسبها والمشاشية ومزدة وزلة وأم الأرانب واجدابيا كلهم حتى هما عندهم شهداء..
ـ تي غير خلينا نعرفوا من هو الشهيد قبل.
قاطعهما رجل كبير بالسن نصف رأسه مهشم بفعل شظية:
ـ كل من مات لأجل قضية عادلة.
ـ وانتا شني قضيتك يا حاج؟
ـ كنت في مظاهرة نطالب بالفدرالية جتني قذيفة موش عارف من من.
تدخل آخر كان يسمع الحوار كله:
ـ توا جماعة الفيدرالية ولّوا شهداء، ههههههههااااي والله إلا شعب قيسطو مزبوط.
ـ أيوا يا طرابلسي، انتا الخير كله كان عندك المؤسسات وأجهزة الدولة والنفط، ونحن في بنغازي قاعدين انمصوا في الليم، إحمد ربك إني طالبت بالفيدرالية موش بالإنفصال.
ـ وكنه الإنفصال يا حاج؟ أنا إنفصالي وولد عم الشايب مات وهو يحارب على استقلال برقة.
ـ إيهي عاد، خودلك من هالكلام، اشبح توا عاد من مزال بيقولك أني شهيد، مادام الإنفصاليين والفيدراليين بيخشوا للجنة هما وأهلهم معانا، وإحني إللي وقفنا ضد المشروع الصهيوني لتقسيم ليبيا.
ـ مازال تحكي على مشروع صهيوني لتقسيم ليبيا وانتا واحد من ثوار الناتو يا خاين يا عميل ليفي؟
تدخل أخر بقوة وهو يتقدم لمواجهته:
ـ عميل شني يا طفل، القدافي كان بيسحنكم في الشرق برتل طوله قريب زوز كيلو، جاكم من بني وليد وترهونة وزليطن، قعدتوا تعيطوا وين الغرب وين الغرب، ولما ادخّل وساعدكم تنكرتوله، خزي وإنتوا تاكلوا وتنكروا زي القطاطيس.
ـ أني من بني وليد يا جرذ، رانا ما نسيناش إللي درتوه فينا أنتم ومصراتة بثورتكم الفاسدة سكر فمك.
ـ تي اسكت يا طحلوب اسكت، اسكت يا عبد المقبور.
ـ جرذ! أهاااا من جماعة القذافي معناها، قولها من لول، وفمك عاد ليش ما حليته على مصراتة يا فالح؟
ـ مصراتة هي إللي دافعت عن وحدة ليبيا يا قهوي انتا وياه.
ـ تي على من تضحك يا مزراطي؟ مزراطة إخوان كلها ومقاتلة، موش جماعة سيف هضوم؟ وبادي والسويحلي والغرياني كلهم موش خدموا مع القذافي، بديروا أرواحكم ثوار توا؟
ـ ثوار غصباً عنكم، يا عباد حفتر.
ـ حفتر خط أحمر، مصمص فمك بالزهر قبل تتكلم عليه يا بودري، لولاه راهو أولاد برقة انقرضوا مرة وحدة، وانتوا تتفرجوا عليها.
ـ حفتر اللي خرّب بنغازي؟ ههههههههههههه
ـ إللي خرّب بنغازي مفخخات الدواعش، وزيدها جرافات يهود مزراطة إللي فالحين غير في في القتل وتهجير المدن.
تدخل شهيد من داعش، كان جسده مخرماً بالرصاص من رأسه حتى أخمص قدميه، ما عدا منطقة الحوض حيث يرتدي سترة واقية من الرصاص كشورت يحمي بها عضوه التناسلي:
ـ نحنا كنا بنطبقوا الشريعة الإسلامية، موش شريعة الغرب الكافر يا أزلام معمر يا كفار.
تدخل شهيد من كتائب القذافي وهو يلطم شهيد داعش على صدره:
ـ انتا جاباتك المخابرات الأمريكية يا عميل، القذافي إمام المسلمين باني المساجد وجمعية الدعوة الإسلامية في أفريقيا، وسن قوانين الحدود والقصاص ومنع الربا يا إرهابي لكن الليبيين ما بوش يطبقوها الشريعة.
ـ تي روح يا جندي الطاغوت يا عديم الشرف.
ـ هاهاهاها، سلملي على جهاد النكاح.
ما هي إلا دقائق حتى اشتبك شهداء داعش مع شهداء كتائب القذافي، واشتبك شهداء حفتر مع شهداء مصراتة وداعش، ثم تدخل شهداء الجضران ضد شهداء حفتر، ثم اشتبك شهداء بني وليد وشهداء الكيش ومحكمة شمال بنغازي ومصراتة، وتدخل الفيدراليين والإنفصاليين، وجماعة المقاتلة، وأنصار الشريعة مسكوا بخناق ثوار بنغازي، والتحق بهم شهداء غرغور وزليطن، والمدنيين، والثوار الحقيقيين انهالوا على داعش، وشهداء كاره والسحاتي والتاجوري فزعوا لأنصار الشريعة، فصرخت النساء ورحن يولولن، وسارع الكبار لتهدئة شهدائهم كلاً على حدة، وهم يذكّرونهم بمكانتهم في الجنة، وحور العين وأنهار اللبن والخمر، والغلمان الذين ينتظرونهم، ويسألونهم ترك القضاء لله، وأن يسكتوا أفضل لهم حتى لا يعتقد الملايين من أقاربهم أنهم سيدخلون النار، فيثورون عليهم كما ثاروا على القذافي، لكن أهالي الشهداء من الشباب انخرطوا في الشجار المحموم كلاً مع شهدائه، وتبادلوا الضرب واللكمات وارتفعت الهتافات:
ـ الله ومعمر وليبيا وبس.
ـ شرع الله شرع الله.
ـ ثوريين ادفقني زايد كاسكوات أحرف مالقايد.
ـ مصراتة هي مصراته مسحت جيش خميس وباته.
ـ هبي برجالك يا برقة زيديهم حرقة في حرقة.
انصرمت حصةٌ من النهار، سالت فيها دماء الشهداء أنهاراً، حتى خافت النساء أن يُستشهد شهدائهن مرةً أخرى ويصبح مصيرهن مجهولاً للمرة الثانية، فبدأن باللطم وترييش الشعر، لكن شابةً منهن قالت صارخة:
ـ نحن قيمة تالفة في ليبيا، ننجب ابناً ونربيه، ونبذل عمرنا وحتى كرامتنا لأجله، بعدين ياخذه بادي وحفتر وبالحاج والقذافي والغرياني والبغدادي والزهاوي للحرب، ويطمعونا إنه حيدخل الجنة ويشفعلنا عند الله، ويعدي فيها المسكين ويقعدوا هما على الكراسي، ونحن نندفنوا بالحياة حزناً عليه، ثم يصبح مصيره في الآخرة مجهولاً، وهكذا نعود من جديد كغالب أهل النار.
ـ وشنوا انديروا توا يا حنة؟
ـ ثورة.
ـ دم الشهداء ما يمشيش هباء.
ـ دم الشهداء ما يمشيش هباء.
وصلت الضجة لنفر من الملائكة، كانوا يقومون بتجهيز أسفار البشر، وقراءة أعمالهم تمهيداً لمعرفة مصائرهم، فالتفت مَلَكٌ كريم وسأل رفيقه:
ـ ما بال أولئك النفر هناك يتشاجرون والنساء يصرخن يا ملاك الله الكريم؟
ـ هؤلاء الليبيون يا ملاك الله الأكرم، يتشاجرون حول أيهم أحق بالشهادة، وأهلهم من النساء صرن يخشين على مصيرهن.
ـ وماذا يقلن؟
ـ دم الشهداء ما يمشيش هباء.
ـ عليك نوبجة صبايا، مازالن دايرات راس مال من رجاله ضيعوا دولة بحالها.
ـ شعب بليد الحس يا ملاك الله الأكرم.
ـ شعب الله المزعج هذا، قرّف كل الملائكة في عيشتهم على الأرض وحتى السماء.
ـ والشياطين أيضاً يا ملاك الله الأكرم.
ـ أتصدق أن كل الملائكة الذين أرسلتُم لتسجيل أعمالهم، عادوا بعد أسبوع يطالبون بنقلهم لبلد آخر؟ وكلما أرسلت دفعةً جديدة عادوا يقدمون طلب نقل، كمّلوا الملايكة إللي عندي كلهم.
ـ حتى ذرية إبليس ممن بذرتُهم هناك لإغوائهم، قدّموا طلب التقاعد المبكر، وحين رفضت هجّوا من البلاد وطلبوا اللجوء في أوربا، بعثت دفعة ثانية نفس الشي، بصراحة خفت يخربوا علينا الشياطين.
ـ شعب يخوخم، تصدق كان الليبي منهم يتعارك مع أخته، فيسب دين أمها ثم يذهب ليصلي المغرب؟
ـ وتصدق كانوا يسرقوا المال العام، ويبنوا به فيلل وصالات أعراس ويكتبوا على جدرانها قل هذا من فضل ربي؟
ـ وأكثر، كانوا يسخرون من البرق حين يضيء السماء، بدل أن يقولوا سبحان الله يقولوا ربي صورني.
ـ لا عجب فهم الذين اخترعوا عبارة ساعة الجحيم ربي رحيم.
ـ إن شاء الله تجي على روسهم كلهم توا ونفتكوا منهم.
ـ بماذا تأمر يا مَلَاك الله الأكرم؟
ـ بما أمر به ربنا وربهم ورب كل شيء سبحانه، اذهب وسلّط عليهم ضرطات مسيّلة للدموع، حتى تدفعهم جميعاً باتجاه الصراط، إن الصراط مأمور وهو يعرف من سينجو ومن سيهلك، لكن بسرعة الله يرحم والديك.
ضحك...
ـ ليس لدي ولا لديك والدين يا ملاك الله الأكرم.
ـ إييي، ذهبولي شيرتي هذوم الله يذهب شيرتهم أكثر ماهي مذهوبة.
وبعد هنيهة، اندفعت حشود الليبيين صوب الصراط، بفعل الضرطات المسيّلة للدموع، ساروا ركضاً على جسرٍ رفيع يترجرج، تحته ألسنة لهب ترمي بشواظ وسَمْوم، كان قصيراً ينتهي بباب حديدي، إلى جواره صُفت أسفار الخلائق الناجين. تدافعوا ركضاً كلاً يريد بلوغ النهاية، كانوا شُعثاً غُبراً وريالتهم طراطيش نصف متر ورائهم من الخوف والعجلة، ووسط الركض لمح رجلٌ رجلاً آخر يجري، وهو يحاول المروق بجسده النحيل من بين الحشود، فهتف صارخاً:
ـ هذا نوري فتح الله العور! والله مانك خاشها الجنة يا عور دابيني حي.
ثم قفز بكل قوته على الرجل وركله ركلةً أوقعته عن الصراط، وصاحت امرأة وهي ترى امرأةً بدينةً تحاول النجاة بجلدها وهي غارقة في عرقها قائلةً لنفسها:
ـ هادي إللي كانت تمكر فيا وما تعطينيش في حدايدها الزقزيقا نلبسهم، وحشمتني في فرح ابريكه بنت خالي، والله ما هي خاشتها الجنة، تتجكتر ديما تسحاب روحها حاجة كبيرة وهي واخدة اعبيد.
وأسرعت حتى وصلت إليها وطرحتها أرضاً، ثم انهالت عليها ركلاً حتى أوقعتها في الجحيم، وصاح شيباني رأى شيباني آخر:
ـ هذا منعم، في زمانه كان ايبوز عليّا بمازدا، يحرق العجل الصبح قدام الحوش وما يقولش حتى صباح الخير، توا تنفعك المازدا يا طحان.
وفي دقائق صار الكل يضرب الكل، حتى تناقصت أعدادهم للعشرات، لكن رجلاً في منتصف العمر، قرر أن يواصل ركضه منحنياً وبرشاقة عالية اكتسبها في الدنيا، صار يقفز على كل من أمامه، وكأنهم حواجز في سباق للألعاب الأولمبية، ونجح في تحاشي مجموعة كانت تتشاجر أمامه مباشرة، فقط واصل القفز والجري محنياً قدرما استطاع، كان يتعمد تسلق أكتاف البعض ثم يقفز من عليها حتى نجى. قال أحد الملكين مصدوماً لصاحبه:
ـ لقد نجى أحد الليبيين!
ـ لازم في حاجة غلط.
وقف الرجل أمامهما لاهثاً يلتقط أنفاسه بصعوبة وهو يضحك ويبكي:
ـ الحمد لله... أنا... أنا... أوووف لقد نجوت... نجوت... أوووف، بسرعة... نبي خمرة منكّهة بالزنجبيل ومعاها شوية شقاشق... ويا ريت تستعجلولي بحوريتين صغيرات وتوصوا الجماعة يفتلكوهن كويس.
ـ تي شن تسحابنا انتا، نخدموا عند بوك نحنا؟
ـ أنا ابن آخيتي شهيد!
شك فيه الملاك الأكرم، ورفض إجابة طلبه قبل أن يطلّع على كتابه، فحمله له رفيقه وتطلع فيه ملياً وهو يقلب صفحاته بعناية ثم نظر إليه شزراً:
ـ أنت لن تدخل الجنة.
ـ أنا ابن آخيتي شهيد ليبي حر وأفتخر.
ـ ابن آخيتك إللي دارلك الواسطة هو وأمه في جهنم.
ـ لكن أنا عبرت الصراط بنجاح.
ـ حتى أنا تبي اتزلبحني؟ بعععععع وخلاص.
ـ غير وكّل الله وخلينا نتفاهموا، أنا قدامك توا ولّا لا؟
ـ أنت هنا لأنك تسلقت أكتاف الجماعة على الصراط صح؟
ـ ………..
ـ أسمع يا شعبوطة انتا، لقد خرجت من ليبيا للدراسة على حساب المجتمع، عجبك الجو غادي وقررت تقعد، وانتظرت حتى أنهيت الدورة متاعك، بعدين نسّقت مع جماعة الجبهة الوطنية، وخلوك تصور معاهم في المظاهرات زعميتا معارض، وطلبت لجوء وحصلته وهم ساعدوك رغم أنهم عارفينك لا مبدأ ولا أخلاق، بعدين رفضت العمل وعشت على عرق دافعي الضرائب، وكنت تتمارض وتختلق الحجج طول الوقت، ولما قامت ثورة فبراير رجعت وقعدت تتسفتر على الليبيين باللغة المفترشة إللي زي سنونك، وتشتم في الغرب الكافر اللي آواك وأكرمك، ولما خربتوا البلاد رديت لأوربا وكملت حياتك عالة تاكل من كل جهة، وقعدت تشتم في الليبيين تقول شعب فاسد وكسول ولا يقدّر العمل.
ـ باهي ما فيش درو ثاني؟
ـ فيه وذنك، الليبيين ليس لهم حظ من الجنة، جتهم الفرصة حتى يحولون بلادهم لجنة أرضية لكنهم فشلوا، أما أولادكم فقد صاروا هنا، أنقذهم الله منكم وسيصبحون غلماناً من غلمان الجنة، خذوه لجهنم!
موسكو 9/6/2016
* بامكانكم التعليق علي هذه القصة بــ (موقع الكاتبة).
لا تعليقات على هذا الموضوع